مَا ذَلِكَ النَّابِضُ الْمَأسُوْرُ .. في جَسَدِي؟
أَرْضٌ مِنَ الحُزْنِ أَمْ بَحْرٌ مِنَ الكَمَدِ؟
قَدْ ظَلَّ يَجْهَشُ طُوْلَ اللَّيْلِ .. في جَلَدٍ
حَتَّى تَذَكَّرْتُ مَا لَمْ يُبْقِ لِي جَلَدِي
ذِكْرَى مِنَ الأَمْسِ .. مَاضٍ كَانَ يَحْفَظُهَا
لَعَلَّهَا- بَعْدُ -لَنْ تَبْقَى إلى الأَبَدِ
لَوْ كَانَ للبَحْرِ كَفٌّ .. كَانَ صَافَحَنِي
وَقَالَ : دَعْ عَنْكَ هذا الحُزْنَ، يَا وَلَدِي
لَوْ كَانَ لِلأَرْضِ عَيْنَانِ .. احْتَضَنْتُهُمَا
وَصِحْتُ : أُمَّاهُ .. هذَا مَا جَنَتْهُ يَدِي؟!
قَالَتْ لِيَ الأَرْضُ، وَاهْتَزَّتْ جَوَانِبُهَا :
إنَّا غَرِيْبَانِ .. مَنْفِيَّانِ .. في بَلَدِ
هَذِي يَدِي .. حِيْنَ كَانَ التِّيْنُ يَمْلَؤُهَا
قَدْ كَانَتْ النَّاسُ مِنْ حَوْلِي بِلا عَدَدِ
لَكِنَّنِي .. بعدما اسْتَنْبَتُّهَا .. أَثَلاً
قَدِ الْتَفَتُّ .. فَلَمْ أَعْثُرْ عَلَى أَحَدِ
فَقُلْتُ : لا بَأْسَ، إنْ صَدُّوْا؛ فَإنَّهُمُ
رَاحُوْا – عَنِ الماءِ – يَلْتَذُّوْنَ بِالزَّبَدِ
غَدَاً يَعُوْدُوْنَ .. إنْ جَفَّتْ حَنَاجِرُهُمْ
وَأَيْقَنُوْا المَوْتَ .. وَانْحَلَّتْ عُرَى الأَمَدِ
غَدَاً سَتَصْفَرُّ هَذِي الأَرْضُ – إنْ رَجَعُوْا
غَدَاً – وَسَوْفَ تَمُوْتُ الأَرْضُ بَعْدَ غَدِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق