الاثنين، 30 يونيو 2014

ذهول في محضر النبي الأعظم


 

وَجَلٌ سَرَى، فَغَدَا حَدِيْثُ البَادِئِ

خَيْطاً .. تَنَاثَرَ مِنْهُ سَمْطُ لآلئِ

 

نَفَرَتْ عَنِ الكَلِمَاتِ بَعْضُ حُرُوْفِهَا

فَغَزَتْ مَعَانِيَهَا بِمَعْنًى خَاطِئِ

 

فَلَقَدْ سَرَتْ سُفُنُ القَرِيْضِ  مَوَاخِراً

وَقَضَتْ بِيَمِّ الوَصْفِ دُوْنَ شَوَاطِئِ

 

هَامَتْ لِذِكْرِ مَحَاسِنٍ لَكَ  مُهْجَتِي

فَدَنَتْ ، وَعَاقَتْ دُوْنَ ذَاكَ مَسَاوِئِي

 

يَا وَيْحَ نَفْسِي .. مَا أُحَاوِلُ  جَاهِداً

وَهَوَاكَ سِرٌّ ، وَالتَّحَيُّرُ  مَالئي

 

لا .. لَنْ تَخُطَّ يَراعَتي .. إلاَّ  إذا

مُلِئَتْ مِداداً مِنْ نَجِيْعٍ قانئِ

 

غَافَلْتُ عَاقِلَتي ؛ لأسْكُبَ لَوْعَتي

فَأَتَتْ مُنَاوَرَتي بِلَفْظٍ وَامئِ

 

لَوَّحْتُ للمَعْنَى البَعِيْدِ ، فَصَدَّ عَنْ

كَلِمي .. وَأَبْدَتْ مَا تَكُنُّ مَخَابِئي

 

لا غَرْوَ إنْ أَعْجَزْتَني شِعْراً ..  فَكَمْ

سَاوَى ثَنَاؤُكَ فَحْلَهَا بِالنَّاشئِ

 

أَنَا.. طَائرٌ ، قَدْ حَطَّمَتْهُ الرِّيْحُ ..

مُرْتَعِشاً أَتَى يَسْعَى .. لعُشٍّ  دَافئ

 

مَا جِئْتُ إلاَّ هَارباً ،  مُتَنَصِّلاً

مِمَّا جَنَيْتُ ، وَأَنْتَ حِصْنُ اللاجئِ

 

مَخَرَتْ مَرَاكِبُ أَحْرُفي بَحْرَ النَّدَى

فَإذا النَّبِيُّ يَشِيْدُ كُلَّ  مَرَافِئي

 

هِيَ مُهْجَتي الوَلْهَى ، وَهَاكَ  نِثَارَهَا

فَوْقَ الطُّرُوْسِ، فَهَلْ تُرَاكَ  مُكَافِئي!

 

يَا وَاحةً سَكَرَتْ بِكَوْثَرِ مَائِهَا

دُنْيَا الرَّوَاءِ .. فَهَلْ تَحِنُّ لِظامئِ ؟!

 

يَا مَنْهَلَ العُشَّاقِ .. ذُبْتُ صَبَابةً

وَعَذَابُ مَنْ يَهْوَى كَعَيْشٍ هَانئِ

 

عَدَمٌ أنَا .. فَامْسَحْ بِرِيْقِكَ مَبْسَمِي

وَانْفُثْ جَوَاكَ بِهِ ؛ فَإنَّكَ بَارِئي !

 

مَا هَمَّني إلاَّ رِضَاكَ ، وَلَوْ  جَرَى

غَضَبُ الوَرَى سَيْلاً ، فَلَسْتُ  بِعَابئِ

 

يَا شَاغِلَ الدُّنيا ، وَمُخْرِسَ أَلْسُنٍ

مِنْهَا ، وَمُرْجِعَهَا بِطَرْفٍ خَاسئِ

 

هَا قَدْ تَمَلَّكَني الذُّهُوْلُ ، وَقَدْ خَطَتْ

قَدَمي عُلاً .. فَإذا العِثَارُ مُفَاجِئي

 

يَا مُنْتَهَى وَصْفِي لِسِدْرَةِ  مُنْتَهَى

إنِّي احْتَرَقْتُ هُنَا .. بِوَهْجٍ طَارئ

 

هذا حِرَاؤكَ قَدْ وَلَجْتُ فَنَاءَهُ

إنْ قِيْلَ لِيْ «ٱقْرَأْ» قُلْتُ «لَسْتُ بِقَارئِ»

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق