كَفَاكَ تَضْحَكُ مِنْ مَسْرَايَ كَالْهَازي
وَاعْدِلْ بِقَوْلِكَ ، وَاحْكُمْ غَيْرَ مُنْحَازِ
فَلَمْ تَزَلْ قَدَمِي تَسْعَى بِلا كَلَلٍ
وَإنْ أَكُنْ سِرْتُ مِنْ فَقْرٍ .. لإعْوَازِ
كَعَابِرٍ - أَمَّ وِدْيَاناً تمَوجُ بِهِ -
بَيْنَ الجَمَاجِمِ ، وَالأَشْبَاحِ .. مُجْتَازِ
وَقَبْلُ .. كَمْ زَلَّتِ الأَقْدَامُ هَالِكَةً
حَتَّى تَرَى القَوْمَ فِيْهَا مِثْلَ أَعْجَازِ ..
إنّي وَحِيْدٌ ، إذا كَانَ الجَمِيْعُ مَعِي
وَمُسْتَكِيْنٌ ، إذا حَاوَلْتَ إعْزَازِي
يَدَايَ صَحْرَاءُ بَدْوٍ رُحَّلِ، وَعَلَى
مَلامِحِي .. تَلُّ رَمْلِ شَاحِبٍ نَازِ
مَا انْفَكَّتِ الرِّيْحُ عَنْ نَفْسِي تُرَاوِدُنِي
وَالغَيْمُ يَسْعَى لِيُفْشِي سِرَّ أحْرَازِي
أَسِيْرُ، بَيْنَ بَقَايَا أُمَّةٍ غَبُرَتْ
مُرَاوِغاً بَيْنَ هَمَّازٍ وَغَمَّازِ
وَمِلءُ دَرْبِيَ أَفْوَاهٌ وَأَلْسِنَةٌ
فَمَوْطِئِي فَوْقَ شَوْكٍ مِنْهُ وَخَّازِ
أُعَانِقُ الظِّلَّ عِنْدَ الصُّبْحِ فِي قَلَقٍ
مُعَلّقاً بِالدُّجَى وَعْداً بِإنْجَازِ
بِرَاحَتَيَّ أَفُتُّ الجَمْرَ قَافِيَةً
فَتَبْزُغُ الشَّمْسُ فَجْراً تَحْتَ قُفَّازي
وَأَنْتَ ، مَا أَنْتَ؟ نَهْرٌ ، مَرَّ مُنْحَدِراً
لَمْ يَعْلُ تَلاً ، وَلَمْ يُلْمِمْ بِأَنْشَازِ
غَمَامَةٌ طَرَّزَتْهَا الرِّيْحُ لِيْ كَفَناً
تَلُفُّنِي دُوْن إرْهَاصٍ وَإيْعَازِ
رَكَضْتُ نَحْوَكَ في زَهْوِ الصِّبَا مَرِحاً
وَعُدْتُ مِنْ خَيْبَتِي أَسْعَى بِعُكَّازِ
وَصُغْتُ مِنْ مَوْجِكَ المجَنونِ لِي وَطَناً
مَسَلَّةً ضَمَّتِ الدُّنْيَا بِإيجازِ
غَدَوْتُ فِيْكَ ، وَجُرْحُ الْمَاءِ في رِئَتِي
أَنَا النَّبِيَّ ، وَشِعْرِي بَعْضُ إعْجَازِي
فَإنْ سَقَيْتُ عَطَاشَى ، عَنْكَ قَدْ بَعُدُوا
فَالْمَاءُ مَاؤُكَ ، وَالأَكْوَازُ أَكْوَازِي
إنِّي أَخَذْتُ لِهذا الدَّرْبِ أُهْبَتَهُ
وَإنَّنِي في سَبِيْلٍ غَائِمٍ .. غَازِ
فَإنْ تَضَاحَكْتَ مِنِّي هَازِئاً هَزِلاً
مُغَمْغِماً بِحُرُوْفٍ .. دُوْنَ إِبْرَازِ
فَلَسْتُ أَرْجِعُ حَتَّى يُرْجِعُوا زَمَنِي
وَلَسْتُ أَجْبُنُ حَتَّى يَجْبُنَ البَازِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق